بقلم / كواعب أحمد البراهمي
قصة واقعية قلب مجروح
هذه القصة من بلد عربي شقيق – من وادي النيل – لم أشهد أحداثها بنفسي – ولكني سمعتها من صديقة مقربة مني وعزيزة لدي .
وهي تحدث كذلك في أغلب البلدان , فتلك القصص متكررة متشابهة .
تزوجت من أبن عمها الذي من الصغر قد أختارها والده له , ووافق والدها علي الزواج , فهمي تحمل نفس الصفات التي تتحلي بها كل نساء العائلة , وهي التي يطمئن وهو معها كأنما ما زال يعيش في أسرته مع أمه وأخوته .
تم الزواج وعاشا العروسين في سعادة .وأستمرت الحياة بهما عادية , لا يتخللها إلا ما يحدث في البيوت العادية من شد وجذب , وتعاون , وحب , ومشاجرات , وكل ما ييحدث بين الزوجين .
أستمر الزواج عشر سنوات , ولكن لم يرزق الزوجين بأطفال , وتلك مشيئه الله , وهي فوق كل مشيئة .
ولكن الحب كان وليد القرابة ووليد العشرة ووليد التقارب بين الزوجين , ولكن يبدو أنه لم يكن كافيا .
كان الزوج يعمل في أحدي المصالح الحكومية , والحياة هادئة , ثم أتت لهم موظفة جديدة , مطلقة ولديها طفل .
طبعا مثلهما مثل أي زميلين يجمعهما العمل , والحديث أحيانا الذي يتخلل العمل . والتواجد اليومي معا ثماني ساعات علي الأقل .
شعر أنه يحب الوافدة الجديدة , زميلته في العمل , ويبدو أنه شعور متبادل , فهي أيضا قد تعلقت به ,وأصبح الزواج لهما ضرورة , ومكمل لهذا الحب .
ففي عائلتهم وفي حياتهم لابد أن يكون لأي علاقة غطاء شرعي . ولكن بدأت المشكلة .
فالزوج الذي يريد الزواج هو متزوج من أبنه عمه , وعمه هو الذي رباه أ وشارك في تربيته , وايضا لا يستطيع أن يقرر الزواج بسهولة . ولكن في النهاية قرر أن يواجه زوجته ويواجه عمه بما هو مقدم عليه .
فبدأ بزوجته , فقال لها مقدمة طويلة عريضة , شرح لها فيها أنه يحبها جدا , وأنه لا يستطيع الإستغناء عنها , وأنه يريد أن تسامحه مهما فعل , وأن كل غايته في الدنيا رضاها
وحسبما سمعت من صديقتي أنها تعبت جدا ومادت الأرض بها و أو شكت أن يغمي عليها وتفقد الوعي خوفا من أن يخبرها بأن لديه مرض خطير , وأنه سوف يودع الحياة , فهي لم تفهم بالضبط ماذا يريد أن يخبرها به .
وطلبت منه أن يخبرها ماذا ألم به , وما الداعي لتلك المقدمة الطويلة التي أو شكت أن تقضي عليها , وكان قوله نفسه هو الذي سيقضي عليها .
فقد قال لها : أريد أن أتزوج من أجل أن يكون عندي أولاد , ولن أتخلي عنك أبدا … .
وأنه تعلق بإنسانة غيرها وأنه يريد الزواج منها , وأنه لن يبتعد عنها أبدا لأنها أبنه عمه وزوجته الأولي وغاليه عنده و……
وأصابها مرض في معدتها وأصبحت كلما أكلت شيئا ما بقي في جوفها .
ثم توجه هو إلي عمه وقال له : أنه يريد الزواج من أجل أن ينجب .
فكان عمه حكيما – وقال له : هذا حقك , ولكن أصبر عام أو عامين ومن حقك بعدها أن تتزوج , ونذهب إلي بعض الأطباء ولن يضيرنا شئ , العمر أمامك وتستطيع أن تتزوج في أي وقت .
وسمع الزوج كلام عمه , علي أمل أن يتزوج حبيبته الجديدة , لأنه واثق أن زوجته لن تنجب . وتروي لي صديقتي شيئا غريبا , فقد كان قريبا لزوجها .
فقد أتي يوما إلي زوجها وهو حزين جدا , وقال له شفت المصيبة السودة ( فلانه حامل ) ويقصد زوجته .
وحملت زوجته , وفشلت خطته في الزواج من حبيبته الجديدة.
كان يريد أن يتزوجها لأنه أحبها , وأن الغطاء الذي استتر به من أجل الزواج بها , وهو الحصول علي الأولاد , كان غطاء كاذبا , وما كانت تلك الحقيقة .فالحقيقة الوحيدة أنه أحبها
وأصبحت حياته حزينة تعيسة , رغم أن الله رزقه بالولد الذي ظل عمرا يحلم به .
فعلا تتغير الأحلام وتتطور الرغبات وتتغير وتتجدد. وفعلا الإنسان متغير دوما .
وأيضا لم تنس زوجته الأولي أنه يوما تطلع إلي غيرها , وأن إستمراره معها فقط من أجل الإستمرار كأسرة , ورزقهم الله من الأبناءأربعة وأستمرت الحياة بالزوجين , تعيسه ولا أدري لماذا لم تستطع أن تغفر , ولماذا لم يستطع الزوج أن يسعد بحياته .
كل ما سمعته أن الحياة أستمرت بينهما بلا لون ولا طعم .